لست مهزوما ما دمت تقاوم.. هل هي حقنة لتخدير الانكسار الداخلي؟!

لست مهزوما ما دمت تقاوم.. هل هي حقنة لتخدير الانكسار الداخلي؟!
لست مهزوما ما دمت تقاوم.. هل هي حقنة لتخدير الانكسار الداخلي؟!


عندما نهزم في الواقع المادي الملموس انهزاما محبطا قاطعا للآمال نبحث عن مبررات لأخطاءنا عوض مواجهة الحقيقة وهي أننا هزمنا.

كحقنة أولية نتخذها لتخدير هذا الفشل والانكسار الداخلي نردد على أنفسنا مقولات كثيرة، مثل " لست مهزوما ما دمت تقاوم" لصاحبها  المفكر مهدي عامل.

هذه المقولة وكثيرة هي مثيلتها دائما ما تكون في الزمان والمكان الخاطئين، قالها أصحابها في سياق لا يصلح لسياقاتنا.

ألا يجدر بنا أن نواجه أخطاءنا بأليات تمكننا من تشريح تلك الهفوات التي وقعنا فيها والبحث عن موضع الداء؟!.
فشلت في الدراسة لا يعني بالضرورة أنه قدر كتب على جبينك منذ الآزل أو ان الأستاذ ظلمك، فلا يوجد سوى سببين لا ثالث لهما؛ وهي إما أنك اخترت مسار دراسي خاطئ، وإما أنك لم تدرس بالشكل الذي يؤهلك للحصول على النتيجة المرجوة.
لم تجد عمل لا يعني بالضرورة أنه لا يوجد عمل في محيطك، فإما انك لم تبحث عنه بالشكل المطلوب، وإما أن الفساد والمحسوبية والزبونية منتشرة كالجرثومة الخبيثة في إدارة بلدك...

في الحقيقة كل واحد منا يحتاج إلى جلسة مع نفسه، يحدد فيها أولوياته (طموحاته، أحلامه...)، ومؤهلاته الحالية، ثم يضع نفسه داخل الإطار الزمكاني الموجود فيه، ويسأل نفسه:
هل بمقدوري تحقيق هذه الأولويات بواسطة هذه المؤهلات في هذا الزمكان؟!.
بعد هذا السؤال تبدأ المرحلة الحقيقية من حياتك، ولست في حاجة بعدها إلى ترديد مقولات السابقين بل ستصنع مقولتك الخاصة....

- بقلم: محمد أمجار



تعليقات