صرخة الشاعرة الجزائرية خديجة محمد ملال في وجه الظلم- أيها النازحون




صرخة الشاعرة الجزائرية خديجة محمد ملال في وجه الظلم- أيها النازحون


"أيها النازحون" بهذه العبارة التي تحمل في بعدها معاني كثيرا خاصة في وطننا العربي الذي بعيش نكسة حقيقية في هذه الألفية و تحديدا في السنوات الأربع المنصمرة إلى اليوم.
 صراعات طائفية، حرب أهلية، قتل، اختطاف، إرهاب و تخويف، الرصاص و الدماء حيث ما وليت وجهك، فيخرج الناس هاربون من ويلات الحرب، منهم من نجى و منهم من سكنوا في أعماق المحيطات.
و تخرج الأستاذة و الشاعرة الجزائرية خديجة محمد ملال بقصيدة تخاطب فيها النازحون مبتدئة بالنداء:

أيها النازحون 
أيها النّازحون بين ركام  الكلمات
لا تلتفتوا ورائكم و لا لتلك الآهات
فتهجيركم جمر و نار
اتّقدت له شموع الحزن
و فُتحت له أبواب الجنَّات....
أيها النّازحون بين ركام الكلمات...
لِنَكْبَتِكُم ْتغطرست حروف الأشجار..
و توشح الحداد لون الفرشات..
لِفكْرِ الحمقى و الجبناء
و هم يحملون أباطيل و ترهات...
انسابت من تحت جلودهم
كما تنساب بالحقول الحيّات...
هدّموا ..خرّبوا.. أفسدوا.
دمّروا كل ّالأمنيات..
لصوص حثالة
جاءوا من كل الجهات
سرقوا أكفانهم من قذارة القاذورات
أيها النازحون بين ركام الكلمات...
لا تلتفتوا ورائكم و لا لتلك  الآهات..
فقد تجمّدت الحياة تحتهم بمكرهم
و داست على جثثهم أقدام البطولات
أيا بني إبليس ويل لكم ..
من زمهرير
سَيَلفُ أرواحكم بوادي "هنوم"
و ربّ السّموات....
و لو كانوا على الحق
ما لَوَّثوُا دين الحق...
و لا ماتوا كالجرذان....
على حواف الطرقات...
أيها النّازحون بين ركام الكلمات...
لا تلتفتوا ورائكم و لا لتلك الآهات...
فيا أم الشّام لا تبكي
فدموعك أغلى العبرات...
و ترنّمي للأجيال ترنيمة ...
عشق الوطن
و أحكي له أجمل الحكايات
وضمي الشّوق بخضاب دم الشّهيد..
و اطلقي أهازيج النّصر
و أعذب التّرتيلات..
بلاء عظيم..بلاء عظيم..
و ما دواءه إلا صبر...
بأكف الضّراعة للرحمان ..
يا كاشف الكربات..
رحماك بضعيف اشتعل شيبه...
و جف دمع النّور و سط الظلام....
في الليالي الحالمات..
أيها النازحون بين ركام الكلمات...
لا تلتفتوا ورائكم و لا لتلك الآهات
فمجد أمتي باق
و إن تكسرت ضلوع الأخوة..
و ترفعت الأيادي
لتقديم الغوث و المساعدات..
و الهرولة لمقاعد النّقاش والمؤتمرات
تسلية بالوقت و إبراز الكلمات و الكلمات..
تُدوّن على ورق ثم تُنْسى...
و يقولون بعدها
نحن لكم و أنتم لنا
فهل تكونوا كمطامع الدُّمى...؟؟
تحركها الرياح كما تشاء هناك و هنا
كسفن
إذا اشتد الإعصار عليها غرقت
و ما يبق منها إلا راية
.تضحك  ثم تبكي
لأنين الرحيل بين سواد الذكريات
أيها النازحون بين ركام الكلمات..
لا تلتفتوا ورائكم و لا لتلك الآهات...
أفحسبتم أن تدخلوا جنان الخلد..
دون مكروه...؟
و نارٌٌ حُفّت بكلّ صنوف الشّهوات؟؟
فالفردوس يناديكم
و نبي الرحمة باسط رحمته لكم
شفاعة خالق البريات
فيا حبيبي يا محمد..
يا خير الأنام
يا روح الحبّ و السّلام.
يا أجمل وصال بين الأرض و السّموات...
أيها النازحون بين ركام  الكلمات ..
لا تلتفتوا ورائكم و لا لتلك الآهات..
فصبر جميل،أهل البلاء صبرا
يا رب العلا..
رحمتك نرجوا و إليك القلوب تهفوا
يا معجز الخلائق بالآيات و البينات


بقلم: خديجة محمد ملال  /30/3/2017

تعليقات